تفسير سورة القيامة الآية 7 تفسير الطبري

تفسير سورة القيامة الآية 7 بواسطة تفسير الطبري هذا ما سنستعرض بإذن الله سويًا ،هي سورة مكية وجاء ترتيبها 75 في المصحف الكريم وعدد آياتها 40.

تفسير آيات سورة القيامة

من
إلى
المفسرون

تفسير فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ (7)

وقوله : ( فإذا برق البصر ) اختلفت القراء في قراءة ذلك ، فقرأه أبو جعفر القارئ ونافع وابن أبي إسحاق ( فإذا برق ) بفتح الراء ، بمعنى شخص ، وفتح عند الموت ; وقرأ ذلك شيبة وأبو عمرو وعامة قراء الكوفة ( برق ) بكسر الراء ، بمعنى : فزع وشق .
وقد حدثني أحمد بن يوسف ، قال : ثنا القاسم ، قال : ثني حجاج ، عن هارون ، قال : سألت أبا عمرو ابن العلاء عنها ، فقال : ( برق ) بالكسر بمعنى حار ، [ ص: 55 ] قال : وسألت عنها عبد الله بن أبي إسحاق فقال : ( برق ) بالفتح ، إنما برق الخيطل والنار والبرق . وأما البصر فبرق عند الموت . قال : وأخبرت بذلك ابن أبي إسحاق ، فقال : أخذت قراءتي عن الأشياخ نصر بن عاصم وأصحابه ، فذكرت لأبي عمرو ، فقال : لكن لا آخذ عن نصر ولا عن أصحابه ، فكأنه يقول : آخذ عن أهل الحجاز .
وأولى القراءتين في ذلك عندنا بالصواب كسر الراء ( فإذا برق ) بمعنى : فزع فشق وفتح من هول القيامة وفزع الموت . وبذلك جاءت أشعار العرب . أنشدني بعض الرواة عن أبي عبيدة الكلابي :
لما أتاني ابن صبيح راغبا أعطيته عيساء منها فبرق
وحدثت عن أبي زكريا الفراء قال : أنشدني بعض العرب :
نعاني حنانة طوبالة تسف يبيسا من العشرق
فنفسك فانع ولا تنعني وداو الكلوم ولا تبرق
[ ص: 56 ]
بفتح الراء ، وفسره أنه يقول : لا تفزع من هول الجراح التي بك ; قال : وكذلك يبرق البصر يوم القيامة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : ( فإذا برق البصر ) يعني : ببرق البصر : الموت ، وبروق البصر : هي الساعة .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى; وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : ( برق البصر ) قال : عند الموت .
حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : ( فإذا برق البصر ) شخص البصر .