تفسير سورة فاطر الآية 8 تفسير ابن كثير

تفسير سورة فاطر الآية 8 بواسطة تفسير ابن كثير هذا ما سنستعرض بإذن الله سويًا ،هي سورة مكية وجاء ترتيبها 35 في المصحف الكريم وعدد آياتها 45.

تفسير آيات سورة فاطر

من
إلى
المفسرون

تفسير أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا ۖ فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۖ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)

ثم قال : ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا ) يعني : كالكفار والفجار ، يعملون أعمالا سيئة ، وهم في ذلك يعتقدون ويحسون أنهم يحسنون صنعا ، أي : أفمن كان هكذا قد أضله الله ، ألك فيه حيلة ؟ لا حيلة لك فيه ، ( فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) أي : بقدره كان ذلك ، ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) أي : لا تأسف على ذلك فإن الله حكيم في قدره ، إنما يضل من يضل ويهدي من يهدي ، لما له في ذلك من الحجة البالغة ، والعلم التام; ولهذا قال : ( إن الله عليم بما يصنعون ) .
وقال ابن أبي حاتم عند هذه الآية : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن عوف الحمصي ، حدثنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني - أو : ربيعة - عن عبد الله بن الديلمي قال : أتيت عبد الله بن عمرو ، وهو في حائط بالطائف يقال له : الوهط ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله خلق خلقه في ظلمة ، ثم ألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من نوره يومئذ فقد اهتدى ، ومن أخطأه منه ضل ، فلذلك أقول : جف القلم على ما علم الله عز وجل " .
ثم قال : حدثنا يحيى بن عبدك القزويني ، حدثنا حسان بن حسان البصري ، حدثنا إبراهيم بن بشر حدثنا يحيى بن معين حدثنا إبراهيم القرشي ، عن سعد بن شرحبيل عن زيد بن أبي أوفى قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " الحمد لله الذي يهدي من الضلالة ، ويلبس الضلالة على من أحب " .
وهذا أيضا حديث غريب جدا .