تفسير سورة الدخان كاملة تفسير السعدي

سنستعرض بإذن الله سويًا تفسير البغوي لسورة الدخان، هي سورة مكية وجاء ترتيبها 44 في المصحف الكريم وعدد آياتها 59.

الآيات
المفسرون

تفسير آيات سورة الدخان

تفسير حم (1)

مكية، " حم "

تفسير وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)

" والكتاب المبين "

تفسير إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3)

( إنا أنزلناه في ليلة مباركة ) قال قتادة وابن زيد : هي ليلة القدر أنزل الله القرآن في ليلة القدر من أم الكتاب إلى السماء الدنيا ، ثم نزل به جبريل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نجوما في عشرين سنة . وقال آخرون : هي ليلة النصف من شعبان .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا الأصبغ بن الفرج ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث أن عبد الملك بن عبد الملك حدثه أن ابن أبي ذئب واسمه مصعب حدثه عن القاسم بن محمد عن أبيه أو عمه عن جده عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " ينزل الله جل ثناؤه ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لكل نفس إلا إنسانا في قلبه شحناء أو مشركا بالله " ( إنا كنا منذرين ) .

تفسير فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4)

( فيها ) أي في الليلة المباركة ( يفرق ) يفصل ( كل أمر حكيم ) محكم ، وقال ابن عباس : يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما هو كائن في السنة من الخير والشر والأرزاق والآجال حتى الحجاج ، يقال : يحج فلان [ ويحج فلان ] ، قال الحسن ومجاهد وقتادة : يبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخلق ورزق ، وما يكون في تلك السنة .
وقال عكرمة : هي ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة وتنسخ الأحياء من الأموات فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أبو منصور السمعاني ، حدثنا أبو جعفر الرياني ، حدثنا حميد بن زنجويه ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني عقيل ، عن ابن شهاب ، أخبرني عثمان بن محمد بن المغيرة بن الأخنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان ، حتى إن الرجل لينكح ويولد له ولقد أخرج اسمه في الموتى " .
وروى أبو الضحى عن ابن عباس - رضي الله عنه - ما : أن الله يقضي الأقضية في ليلة النصف من شعبان ، ويسلمها إلى أربابها في ليلة القدر .

تفسير أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا ۚ إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5)

( أمرا ) أي أنزلنا أمرا ( من عندنا ) قال الفراء : نصب على معنى : فيها يفرق كل أمر فرقا وأمرا ، أي نأمر ببيان ذلك أمرا ( إنا كنا مرسلين ) محمدا - صلى الله عليه وسلم - ومن قبله من الأنبياء .

تفسير رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6)

( رحمة من ربك ) قال ابن عباس : رأفة مني بخلقي ونعمتي عليهم بما بعثنا إليهم من الرسل . وقال الزجاج : أنزلناه في ليلة مباركة للرحمة ( إنه هو السميع العليم)

تفسير رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)

( رب السماوات والأرض وما بينهما ) قرأ أهل الكوفة : " رب " جرا ، ردا على قوله : " من ربك " ، ورفعه الآخرون ردا على قوله : " هو السميع العليم " ، وقيل : على الابتداء ( إن كنتم موقنين ) أن الله رب السماوات والأرض .

تفسير لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (8)

" لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين "

تفسير بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9)

( بل هم في شك ) من هذا القرآن ( يلعبون ) يهزءون به لاهون عنه .

تفسير فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10)

( فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين ) اختلفوا في هذا الدخان :
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل ، حدثنا محمد بن كثير ، عن سفيان ، حدثنا منصور والأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق قال : بينما رجل يحدث في كندة ، فقال : يجيء دخان يوم القيامة فيأخذ بأسماع المنافقين وأبصارهم ، ويأخذ المؤمن [ كهيئة ] الزكام ، ففزعنا فأتيت ابن مسعود وكان متكئا فغضب فجلس ، فقال : من علم فليقل ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم : لا أعلم ، فإن الله قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - : " قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين " ( ص - 86 ) ، وإن قريشا أبطئوا عن الإسلام فدعا عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف " فأخذتهم سنة حتى هلكوا فيها وأكلوا الميتة والعظام ، ويرى الرجل ما بين السماء والأرض كهيئة الدخان ، فجاء أبو سفيان فقال : يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم ، وإن قومك قد هلكوا فادع الله لهم ، فقرأ : " فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين " إلى قوله : " إنكم عائدون " ، أفيكشف عنهم عذاب الآخرة إذا جاء ؟ ثم عادوا إلى كفرهم ، فذلك قوله : ( يوم نبطش البطشة الكبرى ) يعني يوم بدر و ( لزاما ) يوم بدر ، " الم غلبت الروم " ، إلى " سيغلبون " ( الروم - 3 ) ، الروم قد مضى .